responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144

المسلمين، كان تلميذا لابن رشد، وحدثني عنه كثيرا، وهو ممتلئ بالإعجاب به، فقلت له: عجبا.. هل يمكن أن يكون المرء فيلسوفا، ثم يكون مسلما؟

قال: وما المانع من ذلك.. بل إن الفلسفة الحقيقية هي طريق الإيمان، ومن حجبته فلسفته عن الإيمان، فهو لم يعرف الفلسفة، ولم يشم رائحتها.

ثم حدثني عن أستاذه الفيلسوف، وكيف ألف الرسائل والكتب التي تربط بين الإيمان والفلسفة، وأنه لا تعارض بينهما.. وحدثني في ذلك عن كتاب له بعنوان [فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال]، وأخبرني أنه ذكر فيه أن الفلسفة ليست سوى رحلة إلى الموجودات وحقائقها، وهي لن توصلنا إلا إلى موجدها.. ولذلك لا تعارض بين الدين والفلسفة.. فكلاهما سبيل صالح للتعرف على الخالق الذي حث على وجوب استعمال النظر العقلي والبرهان والحجة بجميع أنواعها.

وأخبرني أنه ذكر في الكتاب كيف أوجبت النصوص المقدسة التي أوحاها الله لرسله النظر العقلي في الموجودات، والذي يسمى بالبرهان.. والذي لا يمكن استعماله إلا بمعرفة أنواعه وقواعده وأشكاله وأوجه الاختلاف بينه وبين باقي أنواع القياس كالقياس الجدلي، والخطابي والمغالطي وغيرها.

كما أخبرني أن البشر مختلفون في طباعهم وطريقة تفكيرهم، فمنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية التي تعتمد على المقدمات الظنية، ومنهم من يصدق بالأقاويل الخطابية التي تعتمد على المقدمات العاطفية، ومنهم من يصدق بالبرهان العقلي القائم على الحجج المنطقية.

وأخبرني أن صاحبه دافع عن الفلاسفة ضد من أنكر عليهم، مبينا أنهم يؤمنون بوجود الله، وأن البراهين العقلية تؤدي لا محالة إلى معرفة الله حق المعرفة.

وأخبرني أن تلك الإشاعات التي تشاع عنهم بأنهم يقولون بأن الله تعالى لا يعلم

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست