responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 138

العناية الرحيمة

ما خطر هذا ببالي حتى جاءني من روضة من الروضات المجاورة رجل على أريكته العجيبة المتحركة، واقترب مني، وقال: صدق الله تعالى حين قال: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]

قلت: ما تعني بإيرادك لهذه الآية؟

قال: هذه الآية الكريمة توضح سرا من أسرار الإلحاد.. وهو ذلك التكبر عن الاستجابة.. فأنت تعلم أن الكثير من الذين حجبوا عن شهود الله ومعرفته.. بل حجبوا عن مجرد الاعتراف به والإذعان له.. لم يحصل لهم ذلك بسبب وجود ما يحجب عقولهم عن الله، لأن كل ما هو موجود مستنير بنوره، ومن ثم فهو دال عليه.. وإنما حجبوا بسبب ذلك الإعراض والكبر والغرور.. ولذلك بدل أن يقابلوا بلطف الله ورحمته، قوبلوا بقهر الله وعزته.. فالله لا يعطي الإنسان إلى بحسب قابليته، كما قال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20]

قلت: صدق الله العلي العظيم.. لكأنك كنت تسمع حديثي مع نفسي.

ابتسم، وقال: بل كنت أقرؤه في ملامح وجهك.. ألست تؤمن بالفراسة؟

قلت: بلى.. وكيف لا أؤمن بها، وقد ورد في النصوص المقدسة الحديث عنها.

قال: فقد آتى الله المؤمنين في هذه الروضات تلك الفراسة، ولذلك يفهمون بعضهم بعضا من غير حديث..

قلت: ذلك من فضل الله العظيم.. ما أعظم عناية الله بعباده.

قال: أجل.. فالله خلقهم، وهو أدرى بحاجاتهم، ولذلك يعطيهم من فضله بحسب

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست