responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118

وكان يرد على الذين يناقشونه في هذا الدليل بقوله: إن العلة الموجدة لأي شيء، يلزم أن تبقى ما دام معلولها باقياً، حتى لو زالت علته، انعدم معها المعلول، فيكون زوال العلة علةٌ لعدم الحادث؛ ومن هنا يقال: (علة العدمِ، عدم العلة)

***

بعد هذا كله اسمحوا لي معشر الإخوان المنورين بنور الإيمان أن أذكر لكم أهم دليل ذكره ديكارت، أعتبره السبب الأكبر في خروجي من أوهام الإلحاد.. إنه ما يطلق عليه [الدليل الوجودي]، أو [الدليل الانطلوجي]، والذي استفاده من أنسلم، وقرره تقريرات جميلة، وفي منتهى الوضوح والدقة.

سأنقل لكم بعض ما قاله، وهو يخاطب زمر الملحدين والمشككين الذين انتشروا بكثرة في ذلك الزمان.. لقد كان يقول لهم: ألا ترون الفنان أو الصانع الذي يختم بصفته واسمه على صورته واختراعه ليسجل ذلك براءة اختراعه وتصميمه له؟

قالوا: بلى.. نحن نرى ذلك.. ولا أحد إلا ويفعل ذلك.. حتى تنسب الأشياء إلى أصحابها.

قال: أترون أن الذي أبدع هذا الكون جميعا تركه من دون أن يضع فيه أي ختم أو بصمة أو توقيع أو علامة على كونه الخالق المدبر؟

قالوا: فأين ذلك.. فنحن نرى صورة التواقيع التي يوقعها الفنانون والمخترعون.. ولا نرى صورة توقيع الإله الذي تذكره.

قال: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]

قالوا: ما تعني؟

قال: ألا ترون في نفوسكم أنه إذا تحققت للإنسان معرفة ذاته بصورة تامة، وأدرك أن أخص خصائصه يتمثل في الدافع نحو الكمال، فإنه حينئذ يعرف حقيقتين في وقت واحد..

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست