اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10
البداية
في صباح ذلك اليوم الذي التقيت فيه
معلمي الجديد [معلم الإيمان] كنت في غاية الاكتئاب والإحباط بسبب مشهد افتتحت به يومي،
جعلني أمتلئ حنقا على التطرف والمتطرفين على أي ملة كانوا.. متدينين أو غير
متدينين.
فقد رأيت شابا كنت أعرفه بالتزامه الديني
المتشدد، وبلحيته الطويلة، ولسانه الذي لا يقل عنها طولا.. لكني رأيته في ذلك
الصباح بصورة معاكسة تماما، فقد انتقل مباشرة ومن غير جسور من تطرف إلى تطرف، ومن
غلو إلى غلو..
وكما تجلى تطرفه الأول على شعر لحيته.. فقد
تجلى تطرفه الثاني على شعر رأسه.. فقد رأيته يقصه قصات غريبة، جعلتني أقترب منه،
وأقول له بكل لطف: ألست فلانا؟
قال: بلى.. فما حاجتك إلي؟
قلت: ألا ترى أن ما فعلت بشعر رأسك لا
يتناسب مع مؤمن متدين.. فأنت تعلم نهي النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عن..
بمجرد أن قلت هذا، قاطعني بغضب وجفاء
وتجهم لا يقل عن تجهمه في تطرفه الأول، وقال: دعني من أولئك البدو الجفاة الغلاظ..
فمن أين لي بأن الله أرسل بشرا.. ومن أين لك بأنه يوجد إله أصلا.. أنت لا تعلم ما
قال العلم الحديث.. وما قال..
قاطعته، وقلت: هل أنت الذي تقول هذا؟..
ما بك يا رجل؟.. أين ذهب عقلك؟
قال: بل أين ذهب عقلك أنت؟.. لقد كنت
غبيا مثلك.. لكني اكتشفت الحقيقة بعد أن عاد إلي عقلي ووعيي.. وأنا الآن أعيش
حياتي بكل حرية، لا يقيدني فيها إله، ولا يتحكم في دين.. فأنا أحق بحياتي من
غيري.. لقد اكتشفت ـ كما اكتشف سارتر ـ أن وجود الله يعطل وجودي أنا، فلذلك كان (الأفضل
أن لا يكون الله موجودًا حتى أُوجد أنا)
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10