responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 6

 

العلمية والأكاديمية ليصل إلى نخبة المثقفين، فإنه يلزم على من يريد أن يواجه هذه المنظومة الشاملة لأخطر أنواع الأسلحة أن يستعمل نفس أساليبها ووسائلها حتى يصل إلى عوام الناس ونخبتهم.

ولذلك استعملت هذه السلسلة كلا الأسلوبين: الأسلوب العلمي الذي يصف الواقع بدقة، ويرد عليه، والأسلوب الأدبي الذي يصف الواقع ببعض الرمزية ليقرب الصورة، ويحولها إلى واقع مشاهد بدل أن يكون واقعا مسموعا أو موصوفا.

وبما أن هذا النوع من الإلحاد لا يكتفي باللغة الجادة، وإنما يضم إليها الكثير من السخرية الممتلئة بالبذاءة والوقاحة مستثمرا الواقع الديني المزيف، فلا مناص لنا من أن نستعمل السخرية من باب المشاكلة، ولكنا نربأ بأنفسنا أن نقع في البذاءة التي يقع فيها، وإنما نستعمل السخرية التي نص عليها قوله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾[ هود: 38]

وهي سخرية ممتلئة الأدب، ومضمخة بعطر السلام، فلا نقصد منها إهانة لهؤلاء الملاحدة أو تحقيرا لهم، وإنما قصدنا منها أن ينتبهوا إلى أنفسهم، وما تريد بهم الشياطين.

وهكذا فإننا لا نريد من استعمال كلا اللغتين الجادة والساخرة سوى الخير لهؤلاء الضحايا المغرر بهم، فهم فريسة الجهل، وتعطيل العقل، كما هم فرائس للواقع الديني المزيف، ولو أنهم أبصروا الحقيقة الجميلة الصافية، لكانوا أول المدافعين عنها.

وبما أن هذا الإلحاد الجديد يستمد مصادره من الإلحاد التنويري ومن الصراع بين المتدينين، فهكذا سنفعل في مناقشتنا له من الاستفادة من كل المصادر التي تناقشه أو ترد عليه بلغة هادئة أو لغة قاسية.. مع فارق بسيط، وهو أننا لا نعتمد إلا الصدق والحقيقة، فالغاية لا تبرر الوسيلة.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست