اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 51
لقد كنت أصيح كل حين: (إن إله المسيحية
هو منشئ كل الشرور، لأنه حيث أنه قادر على كل شئ يتم دون رضاه وموافقه، فإذا وهبنا
الحياة فإنه كذلك كتب علينا الموت، وإذا وهبنا الصحة والثروة، فإنه يعوض منهما
بالفقر والقحط والمصائب والحروب)
وكنت أقول: (إن في العالم دلائل كثيرة
على تصميم بارع، ولكن هلا توجد فيه علامات كثيرة بنفس القدر على أن العناية
الإلهية، إن وجدت، قادرة على إيقاع أشد أذى شيطاني؟ إن كل الكتب زاخرة بأشد المديح
والثناء رياء ونفاقاً على العناية الإلهية التي أفرطوا في الثناء على رقابتها
اليقظة، ومهما يكن من أمر فإننا إذا تفحصنا كل أجزاء الكرة الأرضية لوجدنا أن الإنسان
المتحضر وغير المتحضر على السواء في صراع دائم مع العناية الإلهية، فهو مضطر إلى
أن يصد الضربات التي تنزلها به في صورة أعاصير وعواصف وصقيع وبرد وفيضانات وجدب
وغيرها من مختلف النازلات التي تجعل كد الإنسان وجده غير ذي جدوى.. وفي إيجاز أرى
أن البشر جميعاً مشغولون باستمرار في حماية أنفسهم من الحيل الشريرة الخبيثة التي
تدبرها العناية الإلهية التي يقال إنها ساهرة على توفير السعادة لهم)
كنت أقول هذا وغيره لأهرب من الإيمان
بالله، وإلا فإن تسليمي للتصميم البديع للكون، والذي يدل على وجود المصمم كاف في
دفعي للإيمان به، والإيمان بمدى حكمته.
لكني كنت أردد ما يذكره كل الملاحدة قبلي
وبعدي من غير شعور، ولا تريث، ولا بحث.. كنت أردد ما ذكره أبيقور عن الله: (هل هو
يريد منع الشر لكنه لا يقدر؟ إذن هو عاجز. هل هو قادر لكنه لا يريد؟ إذن هو بغيض .
هل هو قادر ويريد معًا؟ إذن هو شرير)
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 51