responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45

الوقت الحالي.. ولهذا لم أكن أملك أي مبرر لدعوة الناس لتلك القيم.

بل لا توجد أي فلسفة أخلاقية تجعل الملحد يرهق نفسه بما تتطلبه القيم الأخلاقية من تضحية وبذل وإيثار، ذلك أنه لا يؤمن بالحياة الأخروية، ولا بالجزاء الأخروي، وهذا ما جعل الدكتور [جون لينكس] يذكر أن الملحد ليس بعاجز عن أن يكون خيراً، ولكن الإلحاد لا يدعم أي أسس فكرية للأخلاق، لأن فرضية الإلحاد ليس لديها تأسيس لمبادئ الخير والشر[1].

ويعبر عن ذلك بقوله: (كيف تستطيع في عالم مادي أن تفسر لي عدم السرقة والقتل إن كان فيهما مصلحة (أي منفعة) وإذا أمنت العقاب (عدم الضرر) أو أن يكشف أمرك أحد؟ كيف تفسر عدم غواية زوجة جارك أو أخيك أو صديقك واستغلال غيابه عنها إذا تأكدت من عدم الفضيحة؟ كيف تفسر عدم خيانتك لزوجتك؟ كيف تفسر أمانتك في العمل؟ بل ما هو الدافع المادي لديك مثلاً للمخاطرة بنفسك لإنقاذ طفل يغرق؟ هل يمكن (اختراع) أي فكرة مقنعة ساعتها للإجابة عن مثل هذه الأسئلة بالغاً ما بلغت من الخيال؟)[2]

ويقول: (من الصعب جداً أن نرى كيف للعملية التطورية غير الواعية أن تشرح لنا حالة الإيمان بالأخلاق ذات المكانة المتأصلة والشاملة في البشر والتي توجب علينا دعم الناس الذين ـ في طبيعة الأمور ـ مسؤولين عن إيقاف أو حتى تهديد التقدم التطوري كالضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والكبار في السن)[3]

قال ذلك.. ثم راح يصرخ: هل رأيتم معشر الملاحدة ما فعلت بنا عقولنا .. هل رأيتم الأوهام التي كنا نتعلق بها، والتي لم تنفعنا، لا في دنيانا ولا في أخرانا.. كم تمنيت لو ظللت عاميا أبله بسيطا، ولم أدخل في هذه المتاهات التي حجبتني عن حقيقتي، وأبعدتني عن ربي..


[1] أقوى براهين د.جون لينكس في تفنيد مغالطات منكري الدين، جمعه وعلق عليه م.أحمد حسن، ص509.

[2] المرجع السابق، ص507-508.

[3] المرجع السابق، ص532.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست