responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 289

المواطنين أن يسيروا في حلقته؟

أليست هي التي تسببت في تآكل الدعائم الأخلاقية والثقافية، وظهرت بدلاً عنها ثقافة المجتمع وأخلاقيات المجتمع.. وظهرت النُخب الفاسدة التي لا تحقق ثروتها بفضل استثمارها بقدر ما تحققه بقدر استغلالها وانتهازيتها؟

إن هذه الدولة والفلسفة التي تقف وراءها هي التي صنعتني.. وصنعني معها الإعلام المزخرف والمواكب البهية والتشريفات العالية.. لذلك لا تلوموني ولوموا مناهجكم وأفكاركم وفلسفاتكم الغارقة في المادية.

وقلت: في صغري لم أكن بتلك القسوة التي تحولت إليها، كنت إنسانا طبيعيا رحيما ممتلئا بالمشاعر الإنسانية.. لكن كل ذلك الركام من الأفكار الذي تنشره الجامعات ووسائل الإعلام سلب مني إنسانيتي.. وحولني إلى صخرة بشرية.. لقد صارت الطبيعة بدل الله هي الأساس، ومنها المبدأ وإليها المآل، وبذلك تم تهميش الإنسان في ذاتي، بل تم تصفيته وسقطت مثل الجميع في أحضان المادية.. حيث لا مُطلقات ولا مرجعيات ولا خطوط حمراء.

وقلت: كيف تطلبون مني في إطار المادة العقلانية أن أفرق بين ما هو أخلاقي وبين ما هو غير أخلاقي؟ .. فالعقل ـ كما تذكرون ـ لا يُشع نوراً، وإنما هو مجرد موصل جيد للنور أو الظلام، فمرجعيته النهائية هي الطبيعة .

وقلت: ماذا لو أثبت أحدُ العلمانيين أنه من المُجْدِي القضاء على العجزة والمعاقين والأقزام باعتبارهم فائضا بشريا لا قيمة مادية منه مثلما فعل صديقي هتلر؟

ألا تسعون حينها إلى تحديد النسل من خلال إبادة المرضى المزمنين؟.. إن إبادة مثل هؤلاء أمرٌ مُستوعَبٌ داخلَ النموذج العلماني، فالمرجعية هي الطبيعة والطبيعة لا تحابي أحدًا.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست