responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283

الآن بينكم.. نعم أنا لست فيلسوفا.. ولكني كنت تلاميذ للفلاسفة..

كنت تلميذا مخلصا لفريدرك نيتشة.. العاصفة الهوجاء.. وقد استفدت منه كل معاني القوة والجبروت والعنصرية. لقد تشبعت بأفكاره وكتاباته.. وكان أهمها عندي مقولة [لقد مات الله]، وفكرة [الإنسان السوبرمان].. لقد اقتنعت بهذه الفكرة، فرحت أشعل العالم كله بالحروب.. وأنا غارق في أحلام العظمة والسوبرمان..

وكنت تلميذا نجيبا لدارون وجميع التطوريين، وخاصة الملاحدة منهم، وقد ملأ عقلي ذلك بفكرة الصراع بين الأجناس مقتنعًا بأن البقاء للأصلح، حتى أنني طالبت بإبادة الضعفاء حتى يكون المجتمع أصح وأفضل وأقوى مما هو عليه.

بل طالبت بإعدام السلالات الضعيفة من البشر، واستيلاد سلالات قوية بدلها.. لقد ذكر ذلك المؤرخ [هيكمان]، فقال عني: (لقد كان مؤمنًا راسخًا بالتطوُّر ومبشرًا به، وأيًّا كانت عقده النفسية الأعمق والأغوص، فأنه من المؤكد أن فكرة الصراع كانت مهمة بالنسبة له، لأن في كتاب [كفاحي] بيَّن بوضوح عددًا من الأفكار التطوُّريَّة، وخاصة تلك التي تؤكد على الصراع، والبقاء للأصلح، وإبادة الضعفاء لإنتاج مجتمع أفضل)[1]

وكنت تلميذا للفيلسوف الوجودي [مارتن هايدجر]، والذي كان يستعمل كل أساليبه في الخداع الفلسفي ليحرض الجامعة الألمانية على أن تخوض غمار حرب حاسمة بروح (النازية) التي يجب إلا تخنقها أية نزعات إنسانية أو مفاهيم مسيحية [2] .

وهو الذي أوحى إلي، وإلى جميع النازيين بتبني الحل الصهيوني للمسألة اليهودية، إذ كان يرى ضرورة توطين اليهود في فلسطين، أو أي مكان آخر خارج ألمانيا وأوربا.

ولذلك كان أصحابي من النازيين يعتبرونه فيلسوفهم.. بل إنه لم يكتف بأن يطرح


[1] أورده هارون يحيى، خديعة التطوُّر ص 11.

[2] هذا الكلام وما بعده مقتبس بتصرف من موسوعة اليهود واليهودية للمسيري.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست