responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 270

متجبرون

سرنا إلى الجناح السادس في فندق الملاحدة، وقد كتب على بابه قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فصلت: 15]، وبجانبها قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [إبراهيم: 15]

سألت المرشد عن الآيتين، وعلاقتهما بهذا الجناح، فقال: هذا جناح المتجبرين..

قلت: المتجبرون.. عجبا .. وما علاقة التجبر بالإلحاد؟

قال: لا يكون المتجبر متجبرا حتى يكون ملحدا.. لأنه لا يستقيم الإيمان مع التجبر.. ألم تقرأ ما ذكره الله تعالى عن فرعون وتجبره وطغيانه؟

قلت: بلى.. وقد ذكر الله تعالى أنه كان يصيح بملء فيه:﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعـات:24).. وكان يقول مخاطبا قومه: ﴿ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ﴾ (الزخرف:51 ـ 53)

قال: أرأيت حديثه عن نفسه، وحديثه عن ربه.

قلت: أجل.. فهو بقدر ما يعظم نفسه، بقدر ما يحقر ربه.

قال: فهذا مثال عن التجبر.

قلت: ولكن الآية المكتوبة على الباب عن ثمود.. وليست عن فرعون.

قال: كلهم متجبرون .. عاد وثمود.. فرعون وهاما.. كانوا أفرادا أم جماعات.. أمما أم شعوبا.. متقدمين أم متأخرين.. كل من عزل الله عن حياته، فسيقع في عبودية نفسه.. ومن وقع في عبودية نفسه لن يكون إلا جبارا مستكبرا ظالما طاغية.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست