responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 228

قلت: ما دام الأمر كذلك، فلم خص هذا الجناح بالمصارعين؟

قال: لأن الصراع عندهم قد بلغ ذروته، حتى أنهم يتصورون أن الكون وجد بسبب الصراع بين العدم والبقاء، فانتصر البقاء، هكذا دون حاجة إلى صانع ومؤثر.. وهكذا تراهم يجعلون الصراع سببا في حصول كل شيء.. ولذلك يدعون المجتمعات إلى صراع بعضها لبعض.. وقد ملأوها إبان حكمهم بالصراع.

قلت: وعيت ما ذكرته، وهو لا ينطبق إلا على الشيوعيين، فهم الذين يذهبون إلى ما ذكرت.. لكن ما علاقة الآية بهم.

قال: الآية الكريمة تنطبق عليهم كما تنطبق على كل الملاحدة.. فهي تخبر أن الله تعالى خلق الكون والإنسان برحمته، وأنه لم يرد منه ولا من البشر إلا الخير والرحمة والفضل العظيم.. لكن أولئك المصارعين الجاحدين أبوا أن يسجدوا للرحمن.. وأبوا أن يتقبلوا الرحمة الإلهية، فوقعوا في النقمة الإلهية.. فتحول كل شيء في أعينهم إلى نقمة.

ما إن قلت هذا حتى فتح الباب، فرأيت شيئا عجيبا ملأني بالضحك في نفس الوقت الذي ملأني بالألم.. لقد رأيت نفرا كثيرين جدا، يضعون على أيديهم قفازات ملاكمة تبدو قاسية يابسة، وكأنها صنعت من الخرسانة المسلحة، وكانوا في الظاهر يتدربون، لكنه كان تدريبا قاسيا جدا، فقد كان يضرب بعضهم بعضا بمنتهى القسوة إلى أن تسيل الدماء منهم.. وكانت الدماء تملأ المكان.. والجروح الغائرة تكسو كل واحد منهم.

فجأة سمعت صوتا عاليا في الجناح يقول: كفوا الآن.. خذوا بعض الوقت للراحة.

ما إن صدر هذا الصوت حتى ارتمى الجميع على تلك الدماء، وهم يئنون من شدة الألم، وقد رأيت بعضهم من شدة عطشه يشرب الدماء التي تمتلئ بها ساحة الجناح.

لودفيج فويرباخ:

ما هي إلا لحظات حتى قام رجل، كانت الدماء تغطي كل نواحي جسمه، فلم أستطع

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست