responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16

البداية

تبدأ حكاية رحلتي هذه مع [معلم الإيمان] عند زيارته لي لأول مرة، وقوله ـ بشدة ممزوجة لينا، وقسوة ممتلئة رحمة ـ: قم لتتعلم الإيمان.

فرددت عليه بتلقائية: أنا مؤمن بحمد الله، وقد ورثت إيماني عن أجداد كثيرين، كلهم يلهجون بالشهادتين، وماتوا وهم يرددونها.

قال: ذلك إيمان الوراثة.. وهو إيمان لا يفرقك عن غيرك، ولا يميزك عن سواك.. فكلهم ورثوا عقائدهم، كما ورثوا أموالهم.. ولا ينفعهم في اليوم الذي تبلى فيه السرائر إلا ذلك الإيمان الذي اكتسبوه، وعاشوه، وتحققوا به.. فعدل الله يأبى أن يحاسب الإنسان إلا على ما اختاره واكتسبه.

قلت: لكني سمعت مشايخي من العلماء والمحققين يسألون ربهم أن يرزقهم إيمانا كإيمان العجائز.. وقد حكى لي بعضهم أن الإمام الهمام شيخ الإسلام فخر الدين الرازي مر مع نفر من أصحابه على عجوز تعجبت من احترامهم له، فسألت عن سر ذلك، فقال لها بعضهم: هذا إمام وجد ألف دليل على وجود الله.. فتعجبت وقالت: لو لم يكن عنده ألف شك، لما احتاج إلى البحث عن ألف دليل.

قال: وهل تعرف دين العجائز، وإيمانهم؟

قلت: أجل.. فهو إيمان فطري بسيط لا يحتاج أي تكلف ولا استدلال.. هومثل حياتهم تماما، ممتلئ بالبساطة.. ليس فيه أي تعقيد.. ولا يحتاج بذلك أي بحث.

قال: فكيف يميز هؤلاء الحق من الباطل، والخير من الشر؟

قلت: هم ورثوا ذلك وراثة.

قال: فهل ورثوه عن معصومين لا يخطئون ولا ينحرفون، أم ورثوه عن بشر مثلهم يخطئون ويصيبون؟

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست