responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108

قال ذلك.. ثم راح يبحث مع زملائه في السراب عن الماء.

جوزيبّي رينسي:

ما إن انتهى سارتر من حديثه، حتى قام رجل شاحب، قد بلغ به الهرم والعياء مبلغا شديدا، وكان فوق ذلك كله يلهث من العطش..

قام، وقال بصوت متقطع ممتلئ ألما: اسمعوني أيها الناس .. أنا الذي كنت أنادي معاشر المؤمنين في كل محل ساخرا منهم، ومستهزئا بهم، قائلا لهم: (ما دام الله الذي تعرفونه وتعبدونه وتخضعون له وتبذلون حريتكم من أجله لم يرنا نفسه.. فإنه غير موجود.. فلا موجود إلا ما تستشعره حواسنا)

اسمعوني، فأنا صاحب الكتاب الذي تصور أنه بمداد مختلط بالجنون والرذيلة يمكنه أن يمحو الله من الوجود.. أنا صاحب كتاب [دفاعا عن الإلحاد] بين أيديكم الآن.. يمكنكم أن تقاضوني وتجلدوني وتعذبوني كما شئتم.. فقد كنت أكذب عليكم.. وكنت أزخرف القول لأتلاعب بأكبر حقائق الوجود.. ليخلو الجو لي بعدها معكم، فنعيش عالم البهيمة والشياطين.

أنا كاهن الإلحاد الأكبر [جوزيبّي رينسي[1]] تعالوا لتنظروا إلي، لتروا حقيقتي كما هي بعيدة عن أنواع الطلاء التي كانت تسترني، والتي كانت جميع الشياطين تزينها لكم.

أو دعكم من محاكمتي، فأنا سأحاكم نفسي، وسأقدم اعترافاتي.. فالحقيقة أعظم من أن يحجبها أحد..

أنا الذي ألفت كتابي في الدفاع عن الإلحاد.. سأكتب بين أيديكم الآن وعلى


[1] جوزيبّي رينسي (1871-1941) فيلسوف إيطالي، من كتبه في الدفاع عن الإلحاد [دفاعا عن الإلحاد]، نشره عام 1926، وقد نال اهتمام الملاحدة العرب، ونحن نناقش هنا أهم أطروحاته التي أوردها د. محمد المزوغي في مقال له بعنوان [الإلحاد المحض] في مجلة ذوات: 13 مارس 2017.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست